وبمثل
هذا روي عن يونس u أنه لما التقمه الحوت، فتصدى به إلى الأرض سمعها تسبح فقال:( أرى
ربي يسبح بكل مكان) فقال:﴿ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الانبياء: 87)
***
وقد
يكون سماع تسبيح الكائنات وعبوديتها طريقا لجذبة ربانية، أو ليقظة روحية ترفع حجاب
الغفلة كما يحدث هذا الصالح، فقد قال: بت ليلة في بعض أسواق القرى، فإذا فتى عليه
سيما الصالحين، وكان كثيرا ما ينتبه من الليل، فيرفع صوته فيقول:( لا إله إلا
الله) حتى أصبحنا، فلما أصبحنا أنست به وسألته عن فعله ذلك، فقال:( كنت أرعى غنما لأبوي فبت ذات ليلة في
موضع، وهي معي، فانتبهت على أصواتها وهي رافعة رأسها إلى السماء وهي تقول:( لا إله
إلا الله) فقلت معها:( لا إله إلا الله) فلما رجعت إلى القرية رددت الغنم على
أصحابها، وأقبلت على الخير وحبب إلي)
ومثل
ذلك، سئل بعضهم عن بدء زهده، فقال: كنت يوما مع إخواني في بستان لنا، وذلك حين
حملت الثمار من ألوان الفواكه، فأكلنا وشربنا حتى الليل فنمنا، وكنت مولعا بضرب
العود والطنبور، فقمت في بعض الليل، فضربت بصوت يقال له راشين السحر، وأراد سنان
يغني، وطائر يصيح فوق رأسي على شجرة، والعود بيدي لا يجيبني إلى ما أريد، وإذا به
ينطق كما ينطق الإنسان – يعني