ويروي
عن علي بن الحسين قال:( كنا معه فمر بنا عصافير يصحن فقال: أتدرون ما تقول هذه
العصافير؟ فقلنا: لا. قال: أما أني ما أقول إنا نعلم الغيب، ولكني سمعت أبي يقول:
سمعت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين يقول: إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها، وسألته
قوت يومها، وإن هذه تسبح ربها، وتسأله قوت يومها [1].
ومثل
هؤلاء من سار سيرهم من الصالحين، ومما يروى من ذلك أنه كان بيد بعضهم سبحة يسبح
بها، فنام والسبحة في يده، فاستدارت السبحة، فالتفت على ذراعه، وجعلت تسبح فاستيقظ
والسبحة تدور في يده، وإذا هي تقول:( سبحانك يا منبت البنان ويا دائم الشأن)
ويروى
عن آخر أنه كان إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته [2].
ويذكر
النورسي أن أربع قطط كانت تلازمه، وكانت تقول في هريرها:( يا رحيم يا رحيم يا
رحيم..)[3]
ويحدث
آخر عن أبيه قال:( كان أبي إذا جاء الليل دخل البحر يسبح، فتجتمع
[3] وقد ذكر
النورسي بعض بركات هذه القطط، فقال:( كانت لي حصة من الغذاء كل يوم ـ كما يعلم
أحبائي القريبون ـ قبل سنتين أو ثلاث وهي نصف رغيف، وكان رغيف تلك القرية صغيراً،
وكثيراً ما كان لا يكفيني.. ثم جاءني أربع قطط ضيوفاً، وقد كفاني ذلك الغذاء
وكفاهم. بل غالباً كانت تبقى منه فضلة وزيادة.
هذه الحالة قد تكررت عندي بحيث أعطتني قناعة تامة من أنني
أنا الذي كنت استفيد من بركات تلك القطط! وأنا اعلن اعلاناً قاطعاً الان ان تلك
القطط ما كانت حملاً ولا عبئاً عليّ ولم تكن تبقى تحت منتي، وانما انا الذي كنت
ابقى تحت منّتها) انظر: المكتوب الحادي والعشرون.