فقال:
أيها العبد الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه، ارجع من حيث جئت فاجعل عملك
لقسمين: لرغبة أو لرهبة، فعلى أيهما أخذك ربك لم تبال.
وخرج
فأتى البحر في ساعة، فصلى فيه، فنادته ضفدعة فقالت: يا داود، إنك حدثت نفسك أنك قد
سبحت في ساعة ليس يذكر الله فيها غيرك، وإني في سبعين ألف ضفدعة كلها قائمة على
رجل تسبح الله تعالى وتقدسه[1].
ومثل
هذا ما روي عن ابن عباس قال: صلى داود u ليلة حتى أصبح، فلما أن أصبح نادته ضفدعة: يا داود، كنت أدأب منك قد
أغفيت إغفاءة [2].
* * *
أما
الكيفية التي تسبح بها الكائنات، وما تقوله في تسبيحها، فهي من علم الله الذي قد
يطلع بعض خلقه على أسراره:
ومن
ذلك ما ذكره ابن عباس من قوله:( الزرع يسبح بحمده، وأجره لصاحبه، والثوب يسبح.
ويقول الوسخ: إن كنت مؤمنا فاغسلني إذا)[3]
وعن
أبي صالح قال:( ذكر لنا أن صرير الباب تسبيحه)[4]
وعن
أبي غالب الشيباني، قال:( صوت البحر تسبيحه، وأمواجه صلاته)[5]