ماذا
قالت؟ قال: قالت: سبحانك وبحمدك منهتى علملك يا رب. قال داود عليه السلام: والذي
جعلني نبيه، إني لم أمدحه بهذا[1].
ومثل
هذا ما حدث به شهر قال: كان داود u يسمى النواح في كتاب الله عز وجل، وأنه انطلق حتى أتى البحر، فقال:
أيها البحر، إني هارب. قال: من الطالب الذي لا ينأى طلبه، قال: فاجعلني قطرة من
مائك، أو دابة مما فيك، أو تربة من تربتك، أو صخرة من صخرك. قال: أيها العبد
الهارب الفار من الطالب الذي لا ينأى طلبه، ارجع من حيث جئت، فإنه ليس مني شيء إلا
بارز، ينظر الله عز وجل إليه قد أحصاه وعده عدا فلست أستطيع ذلك.
ثم
انطلق حتى أتى الجبل، فقال: أيها الجبل، اجعلني حجرا من حجارتك أو تربة من تربتك
أو صخرة من صخرك أو شيئا مما في جوفك، فقال: أيها العبد الهارب الفار من الطالب
الذي لا ينأى طلبه، إنه ليس مني شيء إلا يراه الله وينظر إليه وقد أحصاه وعده عدا،
فلست أستطيع ذلك.
ثم
انطلق حتى أتى على الأرض يعني الرمل فقال: أيها الرمل، اجعلني تربة من تربك أو
صخرة من صخرك أو شيئا مما في جوفك. فأوحى الله إليه أجبه.
[1] رواه ابن
أبي الدنيا وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان، وهذا النص ينبغي
فهمه ـ كما يفهم عتاب الله تعالى لنبيه a على معنى التربية
والتأديب لا على أن الضفدع أو غيره أعرف بالله وأكثر ذكرا له من أنبيائه ، فرتبة
النبوة لا تدانيها رتبة.
ومن هذا الباب أيضا ما روى البيهقي في شعب الإيمان، عن صدقة
بن يسار قال: كان داود u في محرابه، فأبصر درة
صغيرة ففكر في خلقها وقال: ما يعبأ الله بخلق هذه؟ فأنطقها الله فقالت: يا داود
أتعجبك نفسك؟ لأنا على قدر ما آتاني الله، أذكر لله وأشكر له منك، على ما آتاك
الله.