الوعي
التام للكائنات، فالفرائض لا تتوجه لغير العاقل الواعي.
وقد
ورد في حديث آخر بعض التفاصيل في ذلك، قال a:( آجال البهائم كلها وخشاش
الأرض والنمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال والدواب كلها وغير ذلك آجالها في
التسبيح، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها، وليس إلى ملك الموت منها شيء)[1]
* * *
واستشعار
المؤمن لتسبيح الكائنات مع غفلته يشعره الحياء، ويدفعه إلى الأدب معها، ولذا أمرنا
بالتأدب معها احتراما وتعظيما لتسبيحها، وقد ورد في الحديث قوله a:( لا تضربوا وجوه الدواب، فإن كل شيء يسبح بحمده)[2]
ونهى
عن اتخاذ البهائم كراسي، فقد مر a على قوم وهم وقوف على دواب
لهم ورواحل فقال لهم:( اركبوها سالمة، ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم
في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله منه)[3]
وقد
قال بعضهم مصورا هذا:( ما أحد سب شيئا من الدنيا دابة ولا غيرها، ويقول: خزاك الله
أو لعنك الله إلا قالت: بل أخزى الله تعالى أعصانا لله تعالى)
ولهذا
نهي عن الذبح من غير ذكر لاسم الله، قال تعالى:﴿ وَلا
تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ