الله
a بمشكاة النبوة، وليس لمن لم يطلع من تلك المشكاة أن يتطفل على مثل
هذه الأسرار[1].
* * *
وقد
ورد في النصوص ما يدل على أن تسبيح الخلائق مصدر من مصادر رزقها، قال a:( ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه، إن نوحا قال لابنه يا بني. آمرك
أن تقول: سبحان الله، فإنها صلاة الخلق، وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق)[2]
وورد
ما يدل على أن ما يحصل لها من المصائب هو بسبب تضييعها التسبيح، وفي ذلك أكبر
الدلالة على وعيها التام ـ مع كونها غير مكلفة ـ فقد ورد في الحديث قوله a:( ما صيد من صيد ولا وشج من وشج إلا بتضييعه التسبيح)[3]، وقال a:( ما اصطيد طير في بر ولا بحر إلا بتضييعه التسبيح)[4]
وفي
حديث آخر قال a:( ما صيد من طير في السماء ولا سمك في الماء حتى يدع ما افترض الله
عليه من التسبيح)[5]، وهذا الحديث إن صح يدل على
[1] ولذلك نرى
أن يكتفى من فهم الحديث الذي استدلوا به بما ذكر منه من الناحية العملية، فلا جدوى
من الناحية النظرية لارتباطها بأمر غيبي ليس لدينا وسائل التعرف على كنهه.
والناحية العملية في هذا الحديث هي ما ذكره العلماء من
استحباب قراءة القرآن عند القبر لهذا الحديث، لأنه إذا كان يرجى التخفيف بتسبيح
الجريد، فتلاوة القرآن أولى، وقد ذكر البخاري في صحيحه أن بريدة بن الحصيب الأسلمي
الصحابي أوصى أن يجعل في قبره جريدتان، ففيه أنه تبرك بفعل مثل فعل النبي a.انظر:
النووي على مسلم: 3/201.