responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 292

قال: لقد جربت هذا.. فوجدت هذه الحقيقة.. ولا عليك ألا تصدقني.. فليس لدي صيدلية تبيع الخيال، فأخاف من خسارة زبون، أو أفرح لكسب زبون.

قلت: ولكن قومي من المتحفظين قد ينكرون هذا.. فكيف تصور الألم بصورة حسية؟

قال: ألم تسمع ما قال ابن القيم في الحمى؟

قلت: لقد ذكر ابن القيم قول الذي سب الحمى ومعارضته له، فقال:(ذكرت مرة وأنا محموم قول بعض الشعراء يسبها:

زارت مكفرة الذنوب وودعت تبا لها من زائر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد فقلت: أن لا ترجعي

فقلت: تبا له إذ سب ما نهى رسول الله r عن سبه، ولو قال:

زارت مكفرة الذنوب لصبها أهلا بها من زائر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها ماذا تريد فقلت:أن لا تقلعي

لكان أولى به ولأقلعت عنه فأقلعت عني سريعا)

قال: فابن القيم استخدم هذ النوع من العلاج قبل صاحبي.

قلت: كيف ذلك؟

قال: لقد تخيل الحمى امرأة جاءت تكفر ذنوبه، وهو نفس ما يقوله صاحبي، وخاطبها كما يخاطب الأحياء.

قلت: ولكنه رحب بها، أما صاحبك فأرسل عليها كراته البيضاء.

قال: كل منهما استخدم أسلوبا من الأساليب.. أما ابن القيم، فاعتبر الداء محبوبا اشتاق إليه.. وفي العادة نرى سرعة ذهاب من نشتاق إليه.

قلت: وصاحبك؟

قال: تعامل مع المرض كالعدو.. فأرسل عليه ما جهزه الله به من وسائل المقاومة.

اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست