اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 275
تخاف منه؟
قلت:....!؟
قال: ولهذا فإن
الدواء في الهوميوباثي يجرب على الإنسان كما فعلنا في السنين الأولى لهذه الطريقة
العلاجية.. وبهذه التجارب والتي تسمى(PROVINGS) تعطى للإنسان المتطوع للتجربة(PROVER) المادة
التي هي قيد البحث، وتسجل الملاحظات كلها حسب الدقة التي وضعت في التشخيص.. وبعد
أن تصبح المادة دواءاً يتم مطابقة أعراض المريض مع ما حصل للمتطوع للتجربة، ويوصف
الدواء على أساس التماثل بين الاثنين.
قلت: فهمت هذا..
فحدثني عن القانون الرابع.
قال: إن القانون
الرابع ينص على أنه (يجب البحث عن المرض في المستوى الديناميكي وليس المستوى
الفيزياوي - الكيمياوي)
قلت: أرى صاحبك يجعل
القوة الحيوية في كل شيء حتى في المرض.
قال: أجل.. لقد فهمت
فلسفتنا.. فقد كان هانمان يبحث في إمكانية وجود العوامل الخارجية كأسباب للمرض،
وهو شيء مشابه لفكرة البكتريا والمكروبات السائدة في الطب المتداول.. ولهذا، فإنه
في كتابته عن الكوليرا قارن بينها وبين مخلوقات قاتلة التصقت بشعر المريض أو جلده
أو ملابسه.. ومع ذلك فقد قال بأن هذه المخلوقات لا تستطيع أن تضر الجسم إلا بعد أن
تحدث تشويشاً في الوضع الطبيعي للقوة الحيوية فيقع، لأجل ذلك، هذا الجسم فريسة
للمرض.
قلت: فالصراع يتم
إذن بين مسببات المرض والقوة الحيوية للإنسان؟
قال: ليس هذا فحسب..
بل أسبابه كذلك، فقد اعتقد بأن هذه المخلوقات أو العوامل التدميرية المضرة ليست هي
التي تسبب المرض كأجسام ولا حتى سمومها، وإنما طبيعتها الخاصة أو قوتها الحيوية
ذاتها أو روحها.. بل ذهب إلى أكثر من ذلك، وهو أن هذه المخلوقات
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 275