اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 322
قلت: فإن قالوا: الحديث ضعيف، فما عساي أقول لهم؟
قال: قل لهم: هو السلام، فإنه لا يعلم السلام إلا السلام.
قلت: يقولون: السلام معنى، والمعنى لا يتجسم.
قال: قل لهم: فقد قال a:(لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا، وإن الفحش من الفجور،
وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلا لكان رجلا سوءا)[1]
قلت: سيقولون:(لو) هنا تعني الافتراض، ولا تعني الوجود.
قال: قل لهم: فقد قال a:(يأتي القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه
سورة البقرة وآل عمران، يأتيان كأنهما غيايتان وبينهما شرق، أو كأنهما غمامتان
سوداوان، أو كأنهما ظلتان من طير صواف يجادلان عن صاحبهما)[2]
قلت: سيقولون ذلك في الآخرة.. أنا أعلم أنهم لن يقبلوا هذا، ولن
يسلموا به، ولو أتيتهم بجميع أحاديث الدنيا، فاذكر لهم شيئا آخر تهضمه عقولهم.
قال: قل لهم هو:(اللمة)
قلت: أي لمة؟
قال: ألم تسمع قول رسول الله a:(إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة،
فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق
بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله
من الشيطان)[3]