في ذلك المساء، وبعد أن سكنت نفسي من هول ما أصابني جاءني معلم السلام، وقال: ما فعلت مع أنينك أمس؟
قلت: وكيف عرفت ذلك؟
قال: ما أكثر نسيانك، أنا معك لا أفارقك، فخبرني، ما فعلت أمس مع أنينك؟
قلت: ابتسمت، أول مرة أبتسم فيها من كل قلبي، وأول مرة تتحول آهاتي بسمات وفرحة.. ولكن أنت أدرى بما أصابني بسببها.
قال: لا عليك.. لقد تعلمت أول درس من دروس السلام، فانشر هذه الرسالة بين الناس لينتفعوا بها.
قلت: إذن يرجموني.
قال: لم؟
قلت: يقولون: مدع للنبوة، أو يزعم أنه ملهم، فمن أنت حتى أتقي أذاهم؟
قال: قل لهم:(واعظ)
قلت: أي واعظ، إمام أي مسجد أنت؟
قال: إمام مساجد القلوب.
قلت: وهل للقلوب مساجد؟
قال: ليست المساجد إلا في القلوب.
قلت: أريد خبر معصوم ينبئ عنك لأتقي ما قد يرميني به قومي من الحجارة.
قال: اقرأ عليهم قوله a:( إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه)[1] فأنا ذلك الواعظ.
[1] الديلمي في مسند الفردوس.