اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 319
صحت: ارحموني.. والله.. لست إلا أنا..
ابتسموا، وقالوا: هاهو أخيرا بدأ يعترف.
صحت: بم أعترف؟.. لقد قلت لكم: أنا هو أنا.
قالوا: فإذن أنت لن تسمع إلا للعصا..
لم أكن أتصور أنهم سينفذون تهديدهم.. ولكني فوجئت بالعصا تنهال
علي.. ولا تترك موضعا إلا وتصيبه بآلامها إلى أن فقدت وعيي..
عندما استفقت في الصباح على آثار تلك الآلام التي خلفتها
ابتسامتي فوجئت بنفسي بجنب أولئك الرقاة الأربعة، والناس يدخلون يسلمون علي،
ويباركون لي الشفاء والتخلص من الجن الذي كان يستعمرني، وينحنون مقبلين أيدي
الرقاة الذين كانوا جنود المعركة.
قال الأول، وهو يخاطب الجماهير المجتمعة: لم يكن جنيا واحدا..
بل كانوا على الأقل سبعة أو ثمانية.
وقال الثاني: ليتههم كانوا من الجن.. بل كانوا من العفاريت الطيارة..
لا يستسلمون أبدا.
وقال الثالث: لولا العصا ما استسلموا.. بورك في عصاك يا موسى.
كنت محتارا فيما حصل، إلا أن رابع الرقاة وكاتبهم جاءني بجريدة،
وقد صورت عليها صورتي، وفيها أخبار ما حصل لي، فعجبت، وقلت له: أعرف الناس مستشفى
السلام؟
قال: عن أي مستشفى تتحدث؟.. أنا صحفي أعمل بهذه الجريدة، وقد
نلت اليوم مكافأة بسببك، وبسبب هذا السبق الصحفي.. فقد استطعت أن أسجل كل ما دار
بين من كان يستعمرك من الجن، وهؤلاء الرقاة.. أبشر يا رجل.. فأنت الآن أشهر من نار
على علم.
قلت: فادفع لي بعض ما صرف لك من مكافأة بسببي أستعين به على بعض
ما أصابني.
قال: لا.. أنا لم آتك لأعطيك.. بل أتيتك لتعطيني.
قلت: ما أعطيك؟
قال: لقد قبض أصحابي أموالهم من أهلك، ولم يقسموا لي.
قلت: أقبضوا أموالهم من أهلي!؟.. إذن تركوني فقيرا.
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 319