اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 318
قال: لا تتهرب.. أعرفكم معشر الجن.. تخادعون وتحتالون.. ألم
تخلقوا من نار؟
قلت: لا.. أنا خلقت من طين.. أنا من طينة أبيكم آدم.. جدي هو
آدم.. لا إبليس.
قال: ما أكذبكم معشر الجن.. لا تكفون عن الاحتيال والكذب..
ولكني أعرف الطريقة التي أتعامل بها معكم.
نادى في أهلي: ائتوني بكأس من الملح الخالص الذي يحرق الكبد..
فإن هذا الجن لا يخيفه شيء كما يخيفه الملح.
صحت: أتوسل إليك.. أنا إنسي.. فلا تسقني ملحا.
قال: أرأيتم.. هو جني.. وإلا فأنبئوني كيف يخاف من الملح؟
قلت: أنا لا أخافه.. ولكني أحبه في الطعام لا في الماء.
قال: ستشرب منه إلى أن تحترق كبدك.
دعا أصحابه، وأخذ الكأس يغرغر لي منها بشدة ملحا خالصا مبللا
ببعض الماء، وأهلي ينظرون متأسفين لحالي، ولهذه العفاريت التي تسيمني العذاب.
بعد أن شربت من ملحهم ما لو وزعته على أيام حياتي لفاقها صاح في
الراقي، وقد رأى مبلغ الجهد الذي صرت إليه: هل تقر من أنت، أم نتخذ وسيلة أخرى؟
قلت: ما هي؟
قال: هذه العصا، ستنكسر على عنقك.
قلت: ارحموني.. أنا إنسي..
ضحك الجميع، وقالوا: أنت تتحدانا.. لقد رأينا كثيرا من أمثالك..
بل كل من رأيناهم لا يختلفون عنك.. ولكنا سنؤدبك كما أدبنا الكل.. فلا ينبغي لذرية
إبليس أن تغلب ذرية آدم.
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 318