اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 196
قلت: أصدقك.. فإن قومي لا يقصدون الرقاة إلا لأجل هذا.
قال: هذا كيد من كيد الشيطان، وأحبولة من أحابيله..
الشيطان لا يهمه غناكم، أو فقركم، بل إنه قد يحب غناكم الذي يصرفكم عن الله أكثر
من حبه لفقركم الذي يقربكم إلى الله.
قلت: فلماذا نستعيذ من الشيطان؟
قال: لما قاله تعالى في الآية المعلقة على لافتة الباب،
فقد قال:﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ (فاطر:6)،
فقد ذكر علة واحدة لاتخاذه عدوا، وهي كونه يدعو إلى السعير.
قلت: قومي لا ينكرون هذا..
قال: ولكنهم يتيهون عنه.. يجعلونه أمرا هينا بجانب ما
يتصورونه من أباطيل.
قلت: لا أفهم قصدك.
قال: في أي موضع يستدل قومك بقوله a: ( إن الشيطان يجري من ابن
آدم مجرى الدم)[1]؟
قلت: يستدلون به على قدرة الشيطان على استعمار جسد
الإنسان، واضطراره إلى الرقاة ليخلصوه.
قال: وهل هذا الحديث الشريف ورد في هذا الموضع؟
قلت: لا.. لقد ورد في مواضع مختلفة، منها قوله a: (لا تدخلوا على هؤلاء
المغيبات، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، قيل: يا رسول الله ومنك؟ قال:
ومني إلا أن الله أعانني عليه فأسلم[2].
قال: فهم يحرفون الحديث إن فهموا منه ما فهموا.. فلا ينبغي
صرف ألفاظ النصوص