اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 184
أهلا لصلاة الله عليه، كما ورد في الحديث: أن رسول اللّه a جاء ذات يوم والسرور يرى في
وجهه، فقالوا: يا رسول اللّه إنا لنرى السرور في وجهك، فقال: (إنه أتاني الملك
فقال: يا محمد أما يرضيك ربك عزَّ وجلَّ يقول: إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا
صليت عليه عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً) قلت: (بلى)[1]..
لكن ما سر ذلك؟ وهل له علاقة بالاستشفاء بالصلاة على رسول
الله a؟
قال: أجل.. له علاقة عظيمة، فقد ورد في القرآن الكريم
الإخبار بالتأثير العظيم الذي تحدثه صلاة الله على عبده، كما قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي
عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ﴾ (الأحزاب:43)
قلت: لقد أخبر الله تعالى بأن صلاة الله على عباده تخرجهم من الظلمات إلى
النور.
قال: وهل الهموم والأحزان والمصائب إلا ظلمات، وهل النور
إلا الفرج والعافية وانشراح الصدر.. ألم تسمع قوله a: (إن النور إذا دخل الصدر
انفسح)[2]
***
دخل ممرض آخر على المرضى، وهو يقرأ قوله تعالى:﴿ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً
كَثِيراً﴾ (الأحزاب:41).. اذكروا الله يشرح الله صدوركم، وينور قلوبكم)
قلت للمعلم: أهذا الممرض مكلف بدواء الذكر؟
قال: أجل.. فهو يحضهم في كل حين، لا على الذكر فقط.. بل
على كثرة الذكر.. فالذكر لا يؤتي أكله إلا بكثرته، ألم تسمع الحق تعالى وهو يقول:﴿
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ﴾ (الأحزاب:35)
قلت: بلى إن الله تعالى لم يقرن أي عمل صالح بالكثرة ما
عدا الذكر، وفي هذه الآية