responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 183

قلت: أعلم أن الصلاة على رسول الله a عبادة.. ولكني لا أعلم أنها دواء.

قال: كل عبادة دواء.. والصلاة على رسول الله a خصوصا أعظم دواء.. ألم تقرأ ما ورد في الحديث أن رسول الله a كان إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: (يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه)، فقال له رجل: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي، قال: ما شئت، قال الرجل: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قال الرجل: فالنصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قال الرجل: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير، قال الرجل: أجعل لك صلاتي كلها، فقال a: ( إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك)[1]، فقد أخبره a بأنه يكفى كل ما أهمه.

قلت: وقد روي حديث آخر يقارب هذا، فقد روي أن رجلا قال: يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال نعم إن شئت، قال: الثلثين؟ قال: نعم إن شئت، قال فصلاتي كلها؟، فقال a: ( إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك)[2]

قال: فقد وصف رسول الله a الصلاة عليه علاجا لهموم الدنيا والآخرة.

قلت: فهمت هذا.. ولكن ما سر ذلك؟

قال: سر ذلك يسير، فالصلاة على رسول الله a تربط المؤمن برسول الله a وتملأ قلبه محبة له وشوقا إليه.

قلت: وما في ذلك من العلاج؟

قال: المحبة تحرق كل من عداها.. فتحرق الهم والغم.. وتملأ صاحبها بالبشر والسرور.

قلت: لقد ورد في النصوص الإخبار أن الصلاة على رسول الله a تجعل صاحبها


[1] أحمد وعبد بن حميد وابن منيع والروياني والحاكم والبيهقي.

[2] الطبراني في الكبير وأبو النعيم.

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست