responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 182

مُجْرِمِينَ﴾ (هود:52)، فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية جوامع النعم[1]، واعتبر الاستغفار سببا لها.

قلت: فما السر الذي وجدته لذلك؟

قال: لقد اتفق العقلاء على أن المعاصى والفساد توجب الهم والغم، والخوف والحزن، وضيق الصدر، وأمراض القلب، حتى إن أهلها إذا قضوا منها أوطارهم، وسئمتها نفوسهم، ارتكبوها دفعا لما يجدونه فى صدورهم من الضيق والهم والغم، كما قال شاعرهم:

وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها

وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب، فلا دواءَ لها إلا التوبةُ والاستغفار.

قلت: ففصل لنا علل ذلك وأسبابه.

قال المعلم: لذلك قسم خاص في هذا المستشفى، سنمر عليه في حصن الاستعاذة.

***

بينما كنت مع المعلم في هذه القاعة نتأمل الصلوات الخاشعة، ونستمع إلى الأدعية الرقيقة مر رجل بنا هو يقول: (صلوا على رسول الله.. صلوا على رسول الله)

قلت: من هذا؟

قال: هذا ممرض بهذا القسم يسقي المرضى دواء الصلاة على رسول الله a.


[1] وقد فصل الفخر الرازي سر اجتماع النعم في هذه الآية، فقال:(ثم إنه u قال: (إنكم متى فعلتم ذلك فالله تعالى يكثر النعم عندكم ويقويكم على الانتفاع بتلك النعم) وهذا غاية ما يراد من السعادات، فإن النعم إن لم تكن حاصلة تعذر الانتفاع وإن كانت حاصلة، إلا أن الحيوان قام به المنع من الانتفاع بها لم يحصل المقصود أيضا، أما إذا كثرت النعمة وحصلت القوة الكاملة على الانتفاع بها، فههنا تحصل غاية السعادة والبهجة فقوله تعالى:) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً( إشارة إلى تكثير النعم لأن مادة حصول النعم هي الأمطار الموافقة، وقوله:) وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ( إشارة إلى كمال حال القوى التي بها يمكن الانتفاع بتلك النعمة، ولا شك أن هذه الكلمة جامعة في البشارة بتحصيل السعادات، وأن الزيادة عليها ممتنعة في صريح العقل)

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست