responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85

بك، وكان صاحب المعمل حازما شديدا، له من القوى والصلاحيات ما يسمح له بأن يعاقبك بكل أنواع العقوبات، فيمكنه أن يحبسك في زنزانة، ويمكن أن يذيقك من أنواع الآلام ما يجعلك عين العذاب .. ومع ذلك كله لا خيار لك إلا أن تعمل عنده.

قلت: يا معلم .. رويدك، فقد اقشعر جلدي مما قلت، لكأني بك تتعمد إخافتي .. فما وجه هذا المثال؟

قال: هذا ليس مثالا، بل هذه حقيقة ..

قلت: كيف؟

قال: الله هو صاحب هذه الأرض، وقد خلقنا أجراء فيها، ألم يقل تعالى للملائكة ـ عليهم الصلاة والسلام ـ:﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ (البقرة: 30)

قلت: بلى.

قال: أليس الخليفة هو الذي ينوب مناب صاحب العمل في عمله؟

قلت: أجل، فله من الحرية ما يكفل له أن يتصرف بما يراه مناسبا.

قال: ولكن تصرفاته محكومة بما يرتضيه صاحب العمل.

قلت: نعم، وإلا عد منقلبا على صاحب العمل.

قال: فقد قال صاحب العمل مبينا سر خلق الإنسان:﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ (الكهف:7)، وقال:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (الملك:2)

قلت: فهمت هذا، ولكن ما علاقة هذا بالمراقبة؟

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست