اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 86
قال: أليست المراقبة هي أن تظل
منتظرا في كل لحظة حضور صاحب العمل ليرى مدى الدقة التي تقوم بها في عملك؟
قلت: أجل.
قال: فالله تعالى أخبر بأنه يراك في
كل لحظة، بل أخبر أن كل ما تفعله مسجل عنده، ألم يقل الله تعالى للغافلين:﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا
لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ (الزخرف:80)
قلت: بلى .. فالله تعالى ينبه
الغافلين في القرآن الكريم في مواضع كثيرة إلى علم الله واطلاعه عليهم، كما قال
تعالى:﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ
وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ (التوبة:78)
قال: وهذا الاعتقاد وحده كفيل بأن
يجعل العامل متقنا لعمله متفانيا فيه لا يحتاج إلى شرطي يقمعه، وقد يرشوه ليسكت عن
أخطائه.
قلت: فالإيمان إذن علاج للجودة.
قال: الإيمان هو علاج الجودة
الحقيقية لا الجودة التي تتصورونها، ويغش بعضكم بعضا على أساسها.
قلت: كيف، ونحن في عصر الجودة.
قال: أنتم في عصر أقنعة الجودة لا
الجودة.
قلت: كيف؟
قال: أنتم تتفنون في الأغلفة أكثر
من تفننكم في اللباب.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 86