اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84
قال:
أرأيت الطاقة الكبرى التي يمنحها الحب لأصحابه.
قلت:
لو علم قومي ما في هذه الطاقة لعبأوها في قارورات، وزودوا بها المصانع والمعامل.
قال:
ولكن قومك يتفننون في العوم في بحار الحب المدنس.
قلت:
فكيف السبيل إلى بحار الحب المقدس؟
قال: عندما ترتفع الأنا من نفسك،
لترى الوجود كما الوجود، حينها تخلع أثواب العدم لتلبس أنوار الوجود ..وحينها
ستذوق طعم الحب المقدس .. وحينها ستشرب من أكواب الكون فلا ترتوي.
قلت: فدلني على شواطئه.
قال: ذلك علم آخر من علوم السلام،
فاصبر، ولا تتخط رقاب الصديقين.
قلت:
فمن أين أبدأ؟
قال: ابدأ من الابتدائي .. تخط حجب
الغفلة أولا.
قلت: كيف أتخطاها؟
قال: ابدأ من مقامات الغافلين، فلا
يمكن أن ترتقي درجات الصديقين، وأنت لم تقطع درجات الغافلين.
قلت: فحدثني عن مراقبة الغافلين.
قال: أرأيت لو أنك وظفت في معمل
يحتاج العمل فيه إلى دقة عظيمة، فالأخطاء فيه خطيرة غير مغتفرة، بل قد يؤدي
التقصير فيه إلى هلاكك وهلاك جميع المحيطين
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 84