اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
يراني) .. ومثل ذلك ما روي عن عن
أنس أن رجلا قال: يا رسول الله حدثني بحديث واجعله موجزا فقال a:( صل صلاة مودع، فإنك إن كنت لا
تراه فإنه يراك)[1] ..
قال: لقد أشار القرآن الكريم إلى
هذه الحقيقة العظيمة في آيات كثيرة، فالله تعالى يقول لنبيه a:﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ (الطور:48)، ويقول له:﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ (الشعراء:218)
قلت: يا معلم، لقد عهدت قومي
يتحدثون عن رقابة الله مخوفين من نظر الله.
قال: ذلك مقام الغافلين، فإنهم يرون
في رؤية الله لهم ما يحول بينهم وبين معاصيهم، أما العارفون المحققون فإنهم يرون
في رؤية الله لهم ما يراه كل محب عندما يراه محبوبه، ألم تسمع ما قال بشر لذلك
العاشق؟
قلت:
بلى، فقد حكى عن نفسه، قال: مررت برجل وقد ضرب ألف سوط في شرقية بغداد ولم يتكلم
ثم حمل إلى الحبس، فتبعته فقلت له: لم ضربت؟ فقال: لأني عاشق، فقلت له: ولم سكت؟
قال: لأنّ معشوقي كان بحذائي ينظر إليَّ، فقلت: فلو نظرت إلى المعشوق الأكبر قال:
فزعق زعقة خرّ ميتاً.