اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 82
قال: أرأيت لو كلفت بعمل من
الأعمال، وحضر الوزير لرؤية مدى إتقانك له، أو تقصيرك فيه، ماذا كنت ستفعل؟
قلت: سأحبره تحبيرا تحتار نفسي فيه،
بل إني أعمل كل جهدي لأجعل منه آية من آيات الجمال.
قال: ولو علمت أنه لا يجازيك على
ذلك؟
قلت: لا تهمني مجازاته لي، فحسبي من
جزائي رؤيته لي.
قال: فإن حضر الرئيس؟
قلت: سيكون التحبير أعظم.
قال: فكيف إذا كان الرائي هو الله
رب كل شيء ومليكه.
قلت: .. ..!؟
قال: فهكذا المؤمن الذي امتلأ قلبه
محبة لله وتعظيما له، فإن قلبه يمتلئ فرحا وسرورا برؤية الله له، فيندفع إلى عمله
بنشاط عظيم يجعله يتفنن في إتقانه.
قلت: ألهذا قال تعالى مرغبا المؤمنين:﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا
فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون﴾ (التوبة: 105)؟
قال: بلى .. ولهذا عرف a الإحسان بقوله:(أن تعبد الله كأنك
تراه)
قلت: أجل، ولهذا كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يربي أصحابه على هذا المعنى، فلا
يحتاجون للاندفاع إلى العمل وإتقانه إلا للشعور بالله.. وقد رويت أحاديث كثيرة في
هذا الباب، فعن أبي ذر قال:(أوصاني خليلي a أن أخشى الله كأني أراه فإن لم أكن أراه فإنه
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 82