قلت: فما دليل ذلك؟
قال: ألم تسمع قوله تعالى في تبشير عباده بتكفير خطاياهم وتطهيرهم منها:﴿ َالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (العنكبوت:7)
قلت: فهذه وقاية الروح، فما وقاية الجسد؟
قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ (الزمر:55)، وقوله:﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (يونس:26)
قلت: فهل للإحسان جزاء في الدنيا، فإن كل ما ذكرته من أجزية الآخرة؟
قال: من أخطر الأوهام التي تقعون فيها تفريقكم بين الدنيا والآخرة، وأحكام الدنيا وأحكام الآخرة، أليس رب الدنيا والآخرة واحد؟
قلت: بلى.
قال: فالجزاء والعقوبة يعجل في الدنيا، قبل الآخرة، ففي الدنيا روح من روح الجنة، وفيح من عذاب جهنم.
قلت: فطبق لي هذا على ما ذكرت من أجزية.
قال: كل ما ذكرته يتناول الدنيا والآخرة، فالمحسن محبوب من الله والخلق، فكل من أحبه الله نشر محبته بين الخلق، ألم تقرأ حديث جبريل u؟