قال: لأن رحمة الله الشاملة وسعت كل
شيء، لكن من الخلق من ابتعد عنها بسلوكه، ومنهم من اقترب منها، فكانت الرحمة قريبة
منه، وفي الحقيقة كان هو القريب منها.
قلت: فسر لي هذا المعنى بما يحتمله
عقلي من الحس.
قال: الهواء الذي تتنفسه موجود في
كل مكان، فمن أغلق أنفه وفمه فلم يتنفس لا نقول:(إن الهواء انقطع عنه)، وإنما
نقول:(إنه هو الذي قاطع الهواء)، فرحمة الله شاملة، ومن حجب عنها لم يحجب من قبل
الرحيم، وإنما حجب من قبل هواه.
قلت: فما الوقاية وما دليلها؟
قال: الوقاية وقايتان: وقاية لروحك
من التدنس بأوزار الذنوب، ووقاية لجسدك من التدنس بأدناس البلاء.
قلت: فبأي الوقايتين يجازى المحسن؟
قال: بكلا الوقايتين.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 79