responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79

الابتدائية؟

قلت: فما دليل كون الرحمة جزاء من أجزية الإحسان؟

قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (لأعراف:56)

قلت: فلماذا قال:﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾، ولم يقل:(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ للْمُحْسِنِينَ)

قال: لأن رحمة الله الشاملة وسعت كل شيء، لكن من الخلق من ابتعد عنها بسلوكه، ومنهم من اقترب منها، فكانت الرحمة قريبة منه، وفي الحقيقة كان هو القريب منها.

قلت: فسر لي هذا المعنى بما يحتمله عقلي من الحس.

قال: الهواء الذي تتنفسه موجود في كل مكان، فمن أغلق أنفه وفمه فلم يتنفس لا نقول:(إن الهواء انقطع عنه)، وإنما نقول:(إنه هو الذي قاطع الهواء)، فرحمة الله شاملة، ومن حجب عنها لم يحجب من قبل الرحيم، وإنما حجب من قبل هواه.

قلت: فما الوقاية وما دليلها؟

قال: الوقاية وقايتان: وقاية لروحك من التدنس بأوزار الذنوب، ووقاية لجسدك من التدنس بأدناس البلاء.

قلت: فبأي الوقايتين يجازى المحسن؟

قال: بكلا الوقايتين.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست