قال:
تخبرك بأن الله تعالى ألهم الحيوانات من العلوم ما نستفيد منه في حياتنا وفي
أعمالنا، ألم يقل الله في هذه الآية:﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ
فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ﴾
قلت:
بلى.
قال:
فقصد هذا الغراب أن يري الإنسان كيف يتعامل مع جثة أخيه.
قلت:
نعم، هكذا ينص القرآن الكريم.
قال:
فهذا يدل على أن الله تعالى جعل في الحيوانات معلمين لنا.
قلت:
لا أظن أن هناك حرجا في ذلك بناء على ما سبق ذكره من الحرمة التي استفادتها
الحيوانات من خلق الله لها.
قال:
فلذلك لا تتعجب إن ذكرنا الحيوانات كمحل من محال القدوة.
قلت:
أجل، ولكن الحيوانات في نظرنا لا تختلف عن الجماد إلا في بعض الوعي الذي يهيئها
لاكتساب رزقها.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 73