قال: بالبحث عن سيرهم وسلوكهم
واتخاذ مواقفهم دستورا تنتهجونه وتمشون على خطاه، ألم يكن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يستعيد مواقف الأنبياء ـ عليهم
الصلاة والسلام ـ ويجدد الحياة فيها؟
قلت: بلى، فقد ورد في السيرة
المطهرة أنه لما كان يوم فتح مكة، ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بمكة أرسل إلى من حاربه منهم، فقال:(مثلي
ومثلكم كما قال يوسف لإخوته:﴿ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ
يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف: 92) [1]
قال: لقد استعاد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم موقف يوسف u مع إخوته، فعامل الذين آذوه
أبلغ الإيذاء بنفس الأسلوب.
قلت: ومثل ذلك ما ورد في الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قسم قسماً، فقال رجل: إن هذه
القسمة ما أريد بها وجه اللّه، فلما بلغ ذلك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال:(رحمة اللّه على موسى، لقد
أوذي بأكثر من هذا فصبر)[2]
قال: ومثل الأنبياء الصالحون الذين
ذكرت أوصافهم في القرآن الكريم، والتي