اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 70
التسبيح فقط، بل للاقتداء، ألا
تعلم من أحب شيئا ظهر عليه؟
قلت: بلى، فهذه حقيقة لا شك فيها،
فمن يستطيع كتم أشواقه ومحبته.
وأفضحَ من عينِ المحبِّ
لسرهِ ولا سيما إِن أطلقتْ عبرة تجري
قال: ولهذا يذكر الله تعالى خلقه السموات والأرض، بل يذكر خلقه
لها بهذه الصيغة التي لا يستطيع اللسان التعبير عنها، قال تعالى:﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا
بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ (الذريات:47)
قلت: والله تعالى يصف نواحي الكمال
في خلق الكون مما يحفز الهمم للبحث فيها ..
قال: لا البحث فقط، وإنما التشبه
والاقتداء ..
القدوة:
قلت: عرفنا التشبيه، وهو طريق
العارفين الذائقين في تحصيل الإتقان، فما القدوة، وبمن تكون؟
قال: القدوة هي انصهار المقتدي
وذوبانه في المقتدى نتيجة إعجابه وحبه له.
قلت: فبمن تكون؟
قال: لقد ذكر الله مثالين للقدوة في
العمل، أحدهما من جنسنا، والآخر من غير جنسنا.
قلت: فمن من جنسنا؟
قال: عباد الله الصالحين المحسنين،
فقد قال تعالى في شأنهم:﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 70