اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59
قال: ألا تعلم أنك لن تتعلم العلم
حتى تهبه كلك!؟
قلت: بلى .. ولكن الهمم كما تعلم
..
قال: ابدأوا فقط، أما الهمم فلها رب
يتولاها، ألم يأمرنا الله بالاستعداد على حسب ما في وسعنا، فقال تعالى:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ (لأنفال: 60)؟
قلت: بلى ..
قال: اربطوا العلم بالله، وحينذاك سيرتبط
العلم بالإيمان، وحينذاك يهب عليه من نسيم الإيمان ما ينشرح له الصدر، ويعيه العقل
.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ
لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ
الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (الروم:56).. فالعلم لا يفهمه على
حقيقته إلا من أوتي الإيمان.
المجانية:
قلت: وعيت هذا .. فما تريد بالمجانية؟
قال: أنتم تتاجرون بالعلم وتبيعونه.
قلت: نحن نبيع كل شيء، فكيف لا نبيع
العلم؟ .. ولكن ما الحرج في ذلك؟..
قال: العلم لا يباع، بل ينشر .. بل
يرغب في التعلم، ولا يحتكر، ألم تر الرسل، وهم ينشرون العلم متبرئين من كل أجر،
قال تعالى على لسان كثير من أنبيائه ـ عليهم الصلاة والسلام ـ:﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الشعراء:109)، وقال مخبرا
عن رسوله الخاتم a:﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾ (الفرقان:57)
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59