responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

قلت: ولكن هؤلاء أنبياء؟

قال: وهل أمرنا بالاقتداء بغير الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ألم يجمع الله بين الأمر بالاقتداء بهم وتبرئهم من الأجور، فقال تعالى:﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام:90)!؟

قلت: بلى، ولكن لو لم يبع العلماء علمهم لماتوا جوعا.

قال: ألم أخبرك أنه لم يمت أحد من الناس جوعا .. ولكن الحرص والشره والفراغ الذي يعانونه هو الذي يجعلهم يبيعون العلم ويغالون في بيعه، ولو فقهوا عن الله لباعوا علمهم لله.

قلت: كيف .. أالله العليم يشتري العلم؟

قال: كما يشتري الصدقات .. فهو يتقبلها ويجزل الثواب لأهلها.

قلت: فما تعني، أو ما تنصح؟

قال: أنصح هؤلاء العلماء ومن سواهم بأن يعلموا بأن جزاء العلم عند الله لا عند البشر، فليقنعوا بما عند الله من الأجور.

قلت: لقد رأيت ناسا من أهل العلم لا يتحركون إلا بمبالغ طائلة تغريهم، ولا ينشرون كتبهم إلا بحقوق عظيمة يطالبون بها.

قال: فهؤلاء لا يختلفون عن الذين يكتمون العلم، ألم يقل الله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ (البقرة:159)؟

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست