اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53
97)
قال: ألا يدلك هذا على
أبعاد أخرى في شخصية ذي القرنين؟
قلت: نعم إنه مهندس عظيم،
عرف كيف يخطط لبناء هذا السد، وكيف يحمي أولئك القوم من شر المعتدين.
قال: بماذا فعل ذلك؟
قلت: بما أوتيه من علم
الأسباب.
قال: فذاك ما سميناه
بالأصول النظرية، فلا يمكن لأي عمل أن يقام إلا بتلك الأصول، وهي في مجموعها تعود
إلى سنن الله التي أمرنا بالنظر إليها والتعبد بتسخيرها.
التطبيقات العملية:
قلت: فماذا تريد بالتطبيقات
العملية؟
قال: لو أن ذا القرنين
اكتفى بما عرفه نظريا، ولم يستقد منه عمليا أكان في إمكانه أن يبني ذلك السد؟
قلت: لا .. بل يحتاج إلى
المزج بين الأمرين، فالنظر يحتاج إلى التطبيق، كما أن التطبيق يحتاج إلى النظر.
قال: فلذلك لا يمكن للتدريب
أن يؤتي أكله إلا إذا مزج بين الأمرين.
قلت: هذه حقيقة، ونحن بحمد
الله نطبقها، فقد أسسنا مراكز كثيرة للتدريب على المهارات المختلفة.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53