من طباع.
قال: والعلاقة الرابطة بين الشعوب والتضاريس والمناخ ..
قلت: نعم كل ذلك يظهر جليا في قصة ذي القرنين .. لكأني بها تتحدث عن اكتشافات جغرافية لا عن محارب يقود جيشا.
قال: بل كان أكثر من مجرد كشافة .. كان عالما مصلحا، ألم يلجأ إليه الأقوام الساكنين بين السدين؟
قلت: لا أزال أتعجب من علمه بلغتهم، فقد قال تعالى:﴿ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً﴾
قال: وهذا يصب فيما ذكرنا من اجتهاده العقلي وبحثه عن سنن الله للتعرف على أسرارها واتباعها.. سألتك عن لجوء أولئك الذين لا يكادون يفقهون قولا إليه.
قلت: نعم لجأوا إليه ليحميهم من يأجوج ومأ جوج .. بالمناسبة من هم؟
قال: دعك من هذا، فإنه جدل، وقد اشترطت عليك ألا تجادلني.
قلت:﴿ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً﴾ (الكهف: 73) .. نعم لقد نص القرآن الكريم على قصة طلبهم من ذي القرنين الحماية، فقال تعالى:﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً﴾ (الكهف:94 ـ