قلت على البديهة: (وجد) .. إن هذه اللفظة هي اللفظة المتكررة في الآيات الثلاث.
قال: أتعلم ما الحكمة من تكريرها؟
قلت: لا.
قال: متى تقول عن شخص:(إنه وجد شيئا)؟
قلت: عندما يبحث عنه، أو يكون له اهتمام به.
قال: فذو القرنين لم يكن ـ كما تتصورون ـ رجل حرب يبحث عن توسيع امبراطوريته، بل كان رجلا بحاثة عالما يبحث في الأرض، ليكتشف قوانين الله وسننه فيها.
قلت: هذه دعوى تحتاج إلى دليل، فما ذكرته لا يكاد يكفي.
قال: لقد ذكر الله تعالى ما وجده ذو القرنين في الغرب والمشرق وبين السدين.
قلت: لقد قال تعالى في المغرب:﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً ﴾ (الكهف:86)، وقال عن المشرق:﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً﴾ (الكهف:90)،وقال عن المكان الذي بين السدين:﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ﴾ (الكهف:93)
قال: فتأمل في جوامع الأشياء التي وجدها.
قلت: هناك التضاريس، وما يرتبط بها من مناخ، وهناك الشعوب وما يرتبط بها