قلت: فما الأسباب إذن؟
قال: هي استعمال كل الوسائل الممكنة المرتبطة بأي إنجاز ..
قلت: مثل ماذا؟
قال: لكل شيء أسبابه الخاصة به، وسننه التي يدخل إليه منها، وفي القرآن الكريم إشارة إلى بعض ذلك.
قلت: أين؟
قال: في قصة ذي القرنين نفسها .. ألم يقل الله تعالى:﴿ فَأَتْبَعَ سَبَباً﴾ (الكهف:85) ولم يكتف بذلك، بل كررها ثلاث مرات.
قلت: فما فائدة هذا التكرير؟
قال: ليس هذا تكريرا، فلكل شيء سببه الخاص به وسنته التي ينطلق منها، ولا يمكن الدخول إليه إلا من بابها.
قلت: فهمت هذا، فهل في قصة ذي القرنين حكمة أخرى؟
قال: كلها حكم .. ما اللفظ الرابط بين هذه الآيات الثلاث التي وردت في قصة ذي القرنين، بين قوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً﴾ (الكهف:86)، وقوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً﴾ (الكهف:90)، وقوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً﴾ (الكهف:93)