قلت: فما الكلمة السادسة التي هي قوله تعالى:﴿ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾؟
قال: هذا ما ذكرته لك في المثال الذي ناقشتني فيه.. فالله رب جميع الوجود، ومن الأدب مع الله ألا نتعامل مع خلق الله من واقع استعبادنا لهم؟
قلت: كيف نستعبدهم، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
قال: الاستعباد لا يعني فقط ما تتصورونه من الرق .. أعظم استعباد أن تعتقد الله ربا لك وحدك، بل تتأمر على ربك، فتأمره وتنهاه.
قلت: أنحن نفعل هذا؟
قال: ولكنكم لا تجسرون على قوله.
قلت: فما الكلمة الخامسة؟
قال: هي التي نص عليها قوله تعالى:﴿ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ﴾، وهي نتيجة لما سبق.. فالعاقل من انشغل بصحيفته عن صحائف غيره.
قلت: أجل .. فقد قال تعالى مبينا الموقف الصحيح للتعامل مع المخالفين:﴿ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (يونس:41)
قال: لو رأى غيركم منكم هذا التواضع لجلسوا يتعلمون على أيديكم، ولكنكم أبيتم إلا أن تصيروا حجبا بين الله وخلقه.
قلت: فما الكلمة السادسة؟
قال: هي التي نص عليها قوله تعالى:﴿ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ﴾