اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 346
قلت:
لقد قال مجاهد في معناها: أي لا خصومة بيننا وبينكم، وقال السدي: وذلك قبل نزول
آية السيف، وقد رجح ابن كثير هذا، فقال: وهذا مُتَّجَهٌ لأن هذه الآية مكية، وآية
السيف بعد الهجرة.
قال:
أراكم تضربون الكتاب بعضه ببعض .. فتنسخون ما تشاءون بما تشاءون .. كلام الله كله
محكم ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ
تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت:42)
قلت:
فما الكلمة السابعة؟
قال:
هي التي نص عليها قوله تعالى:﴿ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾
قلت:
لقد ورد هذا في مواضع من القرآن الكريم، فالله تعالى يقول في آية أخرى:﴿ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾ (سبأ:26)
قال:
هذا أكبر ما يملأ قلوب العارفين حزنا وأسفا.
قلت:
كيف ذلك؟
قال:
الله يجمع بين خلقه جميعا ليقتص للمظلوم من ظالمه.
قلت:
أجل .. فقد ورد في الحديث قوله a:(لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة
حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها)[1]
قال:
وأعظم ظلم لهم أن تحجبوهم عن الحق الذي زين الله به الوجود، فيدخلوا جهنم الدنيا
وجهنم الآخرة بسببكم.