اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343
الْمَصِيرُ﴾ (الشورى:15)
قلت:
هذه الآية تحتوي على سبع كلمات مستقلات، كل منها منفصلة عن التي قبلها، لها حكم
برأسه.
قال:
وكل كلمة منها تنبه إلى المعنى الذي تاه عنه قومك بالبغض الذي أساءوا فهمه.
قلت:
فبم تأمرنا الكلمة الأولى؟
قال:
بالدعوة .. فأنتم مكلفون بدعوة الناس، لا بالحكم عليهم، أنتم دعاة لا قضاة، معلمون
لا محامون، مربون لا مدعون.
قلت:
وبم تأمرنا الثانية؟
قال:
بالاستقامة التامة الشاملة ..
قلت:
فلم لم تذكر في هذا الموقف الاستقامة المطاقة، كما قال تعالى:﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ﴾
(التغابن: 16)؟
قال:
لأنك في موقف الدعوة إلى الله ينبغي أن تمثل ما تدعو إليه بأحسن صورة .. وهكذا
الأمة لا يمكن أن تدعو الأمم إلى العدل، وهي ترزح تحت نيران الجور، ولا يمكن أن
تدعو إلى رحمة المستضعفين، وفقراؤها يتقوتون من المزابل، وينامون على الطرقات.
قلت:
وبم تأمرنا الكلمة الثالثة؟
قال:
بعدم اتباع الهوى .. فلا تبيعوا الحق بإرضاء بعضكم لبعض.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343