ألم تسمع قوله a:(دعوة المظلوم ـ وإن كان كافرًا ـ ليس دونها حجاب)[1]
قلت: أجل .. فما فيه مما نحن فيه؟
قال: النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يدلنا على تحقيق العبودية لله، بتسليم خلق الله لله .. فمن أعظم الشرك أن نعتبر أنفسنا ديانين مع الله.
قلت: لا أرى في الحديث ما ذكرت .. كل ما فيه هو أن دعوة المظلوم مستجابة حتى لو كان كافرا.
قال: والظلم بمعناه الشامل يدل على ما ذكرت .. أرأيت لو أن بعض الأبناء عق والده، فرحت أنت تسبه وتلعنه .. أيرضي ذلك والده؟
قلت: كلا .. فإن الأب مع بغضه لسلوك ابنه إلا أنه لا يحب أن يمس بسوء، أو يتعدى عليه من أي جهة.
قال: فنزه ربك عن شبه التشبيه .. وطبق هذا المثال على ما نحن فيه.
قلت: إن ما تذكره خطير يا معلم.
قال: هو شعاع من قوله تعالى:﴿ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾(سورة الحج: 68-69)، وقوله وهو يخاطب رسوله ـ ومعه كل مؤمن ـ في شأن أهل الكتاب:﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ
[1] رواه أحمد.