اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 341
نؤمر
في نفس الوقت ببغض الكافر؟
قال:
لقد أمرتم ببغض كفره، لا ببغض لحمه ودمه وروحه.
قلت:
فما الفرق بينهما؟
قال:
الفرق بينهما عظيم .. هو كالفرق بين بغض الطبيب لمريضه، وبغضه لمرضه .. فهل ترى من
فرق بينهما؟
قلت:
لا شك في ذلك .. فالطبيب إن أبغض المريض منعه نصحه، بل لعله يحب استمرار المرض به
.. أما إن أبغض مرضه، فإنه يتوسل بكل ما لديه من صنوف العلاج ليريحه من علته.
قال:
فكذلك أمرتم أن تفعلوا .. وبذلك يكون العدل .. فالعدل ينطلق من منابع النفس
الطاهرة، وليس مجرد طلاء يتلاعب به القضاة والمحامون في محاكمكم.
قلت:
ولكن قومي الذين طبعوا على البغض في الله قد يأنفون من كثير مما ذكرت.
قال:
فادعهم إلى إحياء السنة.
قلت:
هم يتصورون أنهم يحيون السنة بذلك.
قال:
سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أم سنة اليهود والنصارى؟
قلت:
وهل هناك سنة لليهود والنصارى حتى تتبع؟
قال:
أجل .. فهم الذين يكيلون بالمكاييل المختلفة، أما أهل الله من المؤمنين، فإنهم
لعبوديتهم لله، يتعاملون مع خلق الله بما أمرهم الله لا بما تأمرهم أهواؤهم ..
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 341