اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 340
قال:
هذا بعض الحق.
قلت:
فما كل الحق؟
قال:
كل الحق أن يعتقد كل فرد منكم أنه المخاطب الأول بالقرآن الكريم، فموازين الله لا
تفرق بين جنس وجنس، ولا لون ولون.
قلت:
عرفت القوة، فما علاقتها بالشهادة؟
قال:
الناس تبع للأقوى .. فإن أردتم من الأمم أن تهتدي بهديكم، وتسير مسيرتكم، وتحلم
بأن تستظل بلوائكم، فاستظلوا بظل القوة التي لا ترهب الأمم منكم، وإنما تجعلهم
ينحنون محبة لكم، وشوقا إليكم.
العدل:
قلت:
فما الوظيفة الثانية التي تتطلبها الشهادة؟
قال:
العدل.
قلت:
العدل مع الرعية؟
قال:
لا .. العدل مع العالم .. فالعدل الحقيقي لا يعرف تنوع المكاييل، ولا يفرق بين
الأمم.
قلت:
أجل .. فقد قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ
قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (المائدة:8)، أي لا يحملنكم بُغْض قوم
على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقا كان أو عدوًا.. ولكن كيف
نؤمر بهذا، ونحن
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 340