اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34
وهكذا)
وقد حكى ابن عطاء الله ـ
الذي أسأت فهم حكمته ـ عن بداية صلته بشيخه أبي العباس المرسي، فذكر أنه سمع من
أصحابه من طلبة العلم أن الذي يصحب مشايخ الطريق يضمُر حظه في العلم الشرعي
الظاهر، قال: فشقَّ عليَّ أن يفوتني العلم، وشقَّ عليَّ أن تفوتني صُحبة الشيخ.
فلما ذهب إلى الشيخ كان أول
ما بادره به أن قال:(نحن إذا صحبنا تاجر، ما نقول له: اترك تجارتك وتعال، أو صاحب
صنعة، ما نقول له: اترك صنعتك وتعال، أو طالب علم، ما نقول له: اترك طلبك وتعال،
ولكن نقر كل أحد فيما أقامه الله فيه، وما قسم له على أيدينا فهو واصل إليه.
قال: وقد صحب الصحابة رسول
الله a، فما قال لتاجر: اترك
تجارتك، ولا لذي صنعة: اترك صنعتك، بل أقرَّهم على أسبابهم، وأمرهم بتقوى الله
فيها.
تكفير
الخطايا:
اقتربت من الباب الثالث، فقال المعلم:
هذا باب تكفير الخطايا.
قلت: أهذه جائزة تشجيعية؟
قال: بل من أعظم الجوائز التشجيعية.
قلت: فاضرب لي مثالا على ذلك أعيه،
ويعيه قومي.
قال: أتعلم أخطر ما يقف في وجه
المجرم الذي تناهى في الإجرام، فيحول بينه وبين التوبة؟
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34