responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32

خالق العلة وخالق المعلول.

قلت: فهمت هذا، وأنا لا أجادل فيه، ولكني أتحدث عن المقامات الرفيعة التي تهفوا إليها نفوس العارفين، ويخافون أن ينشغلوا عنها بأي مكسب أو رزق.

قال: سادة العارفين هم الأنبياء، وقد عرفت أحوالهم في طلب الرزق، ولم نطالب بالاقتداء الكامل إلا بهم، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ (الأنعام: 90)

قلت: ولكن الأنبياء لا يشغلهم شيء عن الله.

قال: تريد من دونهم.. فأولياء الأمة وصالحوها كانت لهم أشغالهم وحرفهم التي لم تلههم عن الرسالة التي وكلت لهم من حفظ هذا الدين وتبليغه.

قلت: أنا لا أنكر السعي، ولكن ..

قال: أنت تتحدث عن الهمة العالية .. أجبني أيهما أرفع همة المتكسب الذي يسعى لينال رزقه، وينال الناس رزقهم بسببه، أم القاعد الذي ينتظر رزقه أن يأتيه؟

قلت: إن اشتغل ..

قاطعني، وقال: قبل أن تجيبني اسمع لهذه القصة التي رويت عن عن شقيق البلخي، وقد كان من أهل العبادة والزهد، فقد ودَّع صديقه إبراهيم بن أدهم لسفره في تجارة عزم عليها. ولم يلبث إلا مدة يسيرة، ثم عاد، ولقيه إبراهيم، فعجب لسرعة إيابه من رحلته، فسأله عما رجع به قبل أن يتم غرضه، فقصَّ عليه قصة شهدها، جعلته يغير وجهته ويلغي رحلته، ويعود قافلاً.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست