responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 31

قلت: ولم يسعى إذن؟

قال: هو يسعى للحصول على رزقه وأكله، أما الرزاق فهو الله.

قلت: اشرح لي هذا، فإنه يصعب علي فهمه.

قال: لو تأملت جميع أسباب الرزق التي يرتزق منها الإنسان لوجدتها جميعا لا يمكن تحققها من دون الله، أما سعي الإنسان فهو مجرد تناول لذلك الرزق وأكل له، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ (الواقعة:63 ـ 67)؟

قلت: بلى، فما فيها من العلم؟

قال: إن الله تعالى ينفي عنا في هذه الآيات الوهم الذي نحمله في نفوسنا من أننا نحن المتسببون في حصول الزرع والثمار اللذين هما الغذاء الأساسي للإنسان.

قلت: هذا ليس وهما، بل هذه حقيقة.

قال: لو كانت هذا حقيقة لمات الخلق جميعا من الجوع، لأن ذلك سيستدعي موظفين يرعون النبتة ويمدونها بالحياة وأسباب الحياة إلى أن تثمر، ولو اجتمع الخلق جميعا أن يفعلوا ذلك بنبتة واحدة لم يطيقوا، بل الله هو الذي يمد النبتة بالقوى التي تمكنها من استغلال ما حولها من المياه والتربة والهواء والضوء لتنتج لنا بعد ذلك ما شاء الله لنا من رزق.

قلت: فأنت تقول بتأثير الأسباب؟

قال: أي شيء تقوله في هذا صحيح، عزلت الأسباب أو أثبتها، فالله هو الخالق،

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست