اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 304
قال: الفقهاء ذكروا لأصل .. ولكنهم
يتفقون على تحريم الضرر، فلذلك لو ظلم العامل بطلب ما يفوق أجره، أو طلب المستأجر
بما يفوق عمل العامل رد إلى العدل.
قلت: أهذا تسعير للأجرة؟
قال: لا .. هذا رد للعدل .. فلا يحل
لأحد أن يظلم أحدا مستغلا حاجته وضرورته.
قلت: فما الحق الثالث؟
قال: حق الراحة بعد العناء، والتفرغ
لله بعد النصب، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ
فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ (الشرح:7 ـ 8)
قلت:
بلى .. ولكن ما محل هذه الآية هنا .. هي تتحدث عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تقول له:(إذا فرغت من أُمور
الدنيا وأشغالها، وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال،
واخلص لربك النية والرغبة).. ولكن هذا المعنى لا علاقة له بهذا الباب.
قال: كيف يتفرغ العامل لله إن لم
تترك له فرصة للتفرغ.
قلت: له فرصة للتفرغ كل يوم في وقت
الراحة.
قال: تلك الفرصة اليومية، وأنتم
تفسدونها ببرامج أعمالكم.
قلت: وهل هناك فرصة أخرى.
قال: فرصة العمر .. الراحة التي
يتسلمها العامل بعد انتهاء أشغال العمر.
قلت: تقصد التقاعد.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 304