كثير، فلا تميز في نزولها بين غني وفقير، وشريف ووضيع.
فسألت المعلم عنها، فقال: هذا باب العموم.
قلت: وما باب العموم؟
قال: هو الباب الذي ينتشر منه فضل الله على خلق الله.
قلت: وخدماتنا تنشر فضل الله على خلق الله.
قال: خدماتكم تميز بين الخلق، فتهطل وابلا صيبا على السمان، وتترك المهزولين يموتون بهزالهم.
قلت: ولكن المهزولين ليس لديهم من المال ما يسددون به ثمن الخدمات.
قال: الخدمات حق من حقوق الخلق، ولا علاقة لها بقدرتهم على السداد.
قلت: فكيف يتمبز الأغنياء عن الفقراء إذن إذا تساووا في الخدمات؟
قال: الأغنياء يملكون، والفقراء يستفيدون.
قلت: فهم طفيليون إذن.
قال: لا .. الطفيلي هو الذي يستفيد من غير أن يكون له حق في الاستفادة، أما الفقراء فيستفيدون ما هو حق لهم.
قلت: بأي وصف نالوا هذا الحق؟
قال: بوصف فقرهم.
قلت: وهل الفقر صك يجوز لهم تناول الخدمات من غير أن يدفعوا ما يقابلها؟
قال: نعم .. فلا ينبغي أن يحرم الفقراء من حقوقهم بسبب فقرهم.