اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 298
قلت:
فما الأصل الذي دعا الفقهاء إلى هذا؟
قال:
هو الأعراف المنحرفة التي أسسها المترفون، وأرادوا أن ينسخوا دين الله بها ..
قلت:
ولكن العرف مصدر من مصادر الشريعة.
قال:
عرف الصالحين، لا عرف المترفين، وعرف المقربين، لا عرف الفاسقين، وعرف السامعين من
الله، لا عرف المستقبلين لإلهام الشياطين.
قلت:
يا معلم .. أتعلم أن من اكبر أسباب البطالة في عصرنا، والمؤدية إلى الفقر هذا
الجانب؟
قال:
كيف؟
قلت:
إن الكثير من المتخرجين من الجامعات عندنا تربأ أنفسهم في بداية حياتهم العملية من
أي عمل قد لا يتناسب مع البذلات التي يلبسونها، فيظلون يحلمون بمكاتب مكيفة إلى أن
ينطوي بساط العمر من بين أيديهم من غير أن يفعلوا شيئا.
قال:
فهلا اقتحموا مستنقعات الحياة، ليستخرجوا منها لآلئ النجاح.
قلت:
وهل في المستنقعات لآلئ.
قال:
اللآلئ والكنوز في كل محل، ففضل الله واسع وبره عظيم، ولكنه لا ينال إلا الباحثين
المجدين.
العموم:
تقدمنا
إلى الباب الثالث من أبواب الخدمات، فرأيت أرزاقا شتى تنزل على خلق
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 298