responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 297

مع ضعفه الشديد إلا أنهم يقبلون الاستدلال به، وقد روي أنه قيل لأحمد في هذا الحديث:كيف تأخذ به وأنت تضعفه؟ قال: العمل عليه. يعني أنه ورد موافقا لأهل العرف)[1].. ويستدلون كذلك بقوله تعالى:﴿ وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ﴾(النحل:71)

قال: أما الحديث، فيكفي فيه ما قال المحدثون، ولو أجزنا الاستدلال بمثل هذا لخربنا الشريعة، بل لخربنا الدين جميعا عقيدة وشريعة.. أما الآية فليس لهم فيها مطمع، فالتفاضل في الأرزاق لا يعني تفاضل أصحابها، ولو كان الأمر كذلك لكان الرعي أشرف الحرف، ألم يرع الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ الأغنام..

ثم أين تراهم يضعون قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)؟

ثم .. لو أن هؤلاء الكناسين والحمالين تركوا هذه المهن الوضيعة التي رماهم بها هؤلاء الفقهاء، وذهبوا جميعا إلى المهن الشريفة التي تخول لهم الزواج بمن شاءوا من النساء، هل تستقيم الحياة؟

قلت: لا شك أنه لو ترك عمال النظافة التنظيف أسبوعا واحدا لامتلأت الشوراع بالأوساخ والقاذورات، ولهرب الناس إلى البوادي يطلبون العافية.

قال: فكيف تعتبرون مهن هؤلاء المنظفين خسيسة؟


[1] المغني:7/29.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست