اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 295
البقر،
وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم،حتى تراجعوا دينكم)[1] دليلا على هذا.
قلت:
كيف، فالحديث ينهى عن الركون للأرض، وإن من قومي من يفهمه عكس ما تريده .. فهو
يفهم منه ضرورة الاهتمام بالجهاد، وإغفال الجوانب الأخرى.
قال:
إن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في هذا الحديث لم ينه عن التجارة، ولا عن الزراعة، وإنما ينهى عن ترك
الجهاد في سبيل الله، لما في تركه من الثغرات التي تطمع الأعداء، وتمكن لهم.
قلت:
كأنك تقصد أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في هذا الحديث ينهى عن استغلال الحديد في الجانب السلمي فقط.
قال:
أجل .. مادام الصراع موجودا، فلا بد من توفر الحديد الذي يردع النفوس المصارعة،
وهكذا .. فكل حاجة من الحاجات منفذ من المنافذ يحتاج إلى ما يسده .. أتحسب أن
الحروب تأتيكم فقط من الجيوش المحاربة؟
قلت:
أتقصد الاستعمار الثقافي والاقتصادي .. وغيرها؟
قال:
أقصد استعمار كل شيء لكم حتى استعمار الفيروسات والجراثيم .. فإنها إن لم تلاق
بجنود من الأطباء يردعونها، فستعيث في أرض أجسادكم من الفساد ما لا يستطيع أي عدو
القيام به.