قلت: بلى، فالله تعالى يمن على عباده بما أنزل عليهم من الكتاب والميزان والحديد.
قال: ألا ترى ذلك الجمال في اجتماع هذه جميعا في محل واحد، ثم التعبير عنها جميعا بكونها منزلة من الله.
قلت: بلى، بل إني أرى ضرورتها جميعا، فلا يصح أن نكتفي بأحدها دون الآخر.
قال: فالله تعالى في هذه الآية عندما ذكر الحديد، هل اكتفى بوجه من وجوه صناعته؟
قلت: كلا، بل إن الله تعالى جمع في الآية بين الصناعات السلمية للحديد، والصناعات الحربية.
قال: فهل تستقيم الحياة بوجه واحد من وجوه الصناعة؟
قلت: كلا .. إلا إذا عمر السلام العالم، فحينذاك لن يحتاجوا إلى الصناعات الحربية.
قال: وذلك لن يكون .. فالبشر هم البشر.
قلت: وبذلك ستظل الحاجة إلى حمل السلاح دائمة .. وإلى صناعة السلاح ضرورة.
قال: فقد فهمت إذن معنى التناسق.
قلت: أتقصد أنه مراعاة جميع الحاجات، والاهتمام بها جميعا في نسق واحد.
قال: أجل، بل إن في قوله a:(إذا تبايعتم بالعينة، ورميتم بالزرع، وتبعتم أذناب