إلى الله قاتله يوم القيامة قائلا:(يا رب، قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة)[1]
قال: ألا تسمع صياح آلاف الأبقار وشكاواهم؟
قلت: أسمع خوارهم، ولا أسمع شكاواهم.
قال: أولئك المجرمون غلاظ القلوب الذين يضعون الثيران في حلبات، ثم يطعنونهم بما شاءت لهم قلوبهم القاسية، أرحم أم هذا الذي ركب على البقرة؟
قلت: بل هو أرحم، فلعل المسكين احتاج إلى ركوبها، أما هؤلاء فلا مبرر لما يفعلونه سوى ما تنفخه شياطينهم فيهم من القوة الكاذبة.
قال: فأنت تسخرون كثيرا من قوانين الكون، ولكنكم تخلطون التسخير بعبث كثير.
قلت: فحدثنا عنه حتى نتقيه.
قال: ذلك درس آخر من دروس السلام.
قلت: متى موعده؟
قال: حين نرحل إلى (أكوان الله)
قلت: عرفت أصول التنوع، فما أصول التنسيق بين الأنواع؟
قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحديد:25)
[1] رواه أحمد والنسائي وابن حبان.