responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 292

قال: أجل، فالنبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يحذرنا من التفريط في النعمة صغيرها وكبيرها .. حتى ما يبقى في القصعة أو في الأصابع .. وقد ربط a هذا بالشيطان، لأن الشيطان يمثل جحود النعم، ولهذا اعتبر المبذر من إخوان الشيطان، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾ (الاسراء:27)

قلت: على هذا الاعتبار أيأثم من له مورد من موراد الرزق يملكه، ولكنه لا يستغله.

قال: أجل .. فقد عرفنا أنه لا حق لأحد في شيء، فالمال مال الله، والعبد مستخلف فيه، فلا يحق له أن يكنز من مال الله ما يعود ضرره على خلق الله، ألم تسمع قوله a :(من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه)[1]..

قلت: بلى.

قال: فلا يحل لأحد أن يترك نعمة من نعم الله لا يستسخرها فيما ينتفع به الخلق.

قلت: أتعلم يا معلم أن هذا الأصل الذي ذكرته يجعل جميع الخدمات التي يحتاج إليها الإنسان تخرج من باب الشكر لا من باب الأنانية والهوى؟

قال: أجل .. وهذه هي نظرة المؤمن في تناوله الأشياء وتسخيره لها .. هو يتناولها من باب العبودية لله، أما غيره فيتناولها، وهو يصارع في تناولها .. فلذلك قد يعبث بها، أو يسخرها فيما لم تخلق له، ألم تقرأ شكوى العصفور ؟

قلت: بلى، فقد أنكر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على من قتل عصفوراً عبثاً، وأخبر أنه سيشكو


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست