responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 291

من شكركم لله.

قلت: لم أفهم هذا .. فلا أرى في التناول شكرا.

قال: أرأيت لو أن محسنا أهدى إليك قميصا .. فرحت ووضعت ذلك القميص في القمامة .. وفي موضع يراه .. ألا تعتبر بذلك قد رددت هديته بأبشع رد؟

قلت: أجل.

قال: فكذلك نعم الله التي أهداها لنا من شكرها أن نتناولها باسمه، ونستعملها فيما أمر، ولا نرميها في القمامات.. فقد سخر الله لنا كل شيء، فإن استفدنا مما سخر الله لنا نكون قد أدينا شكر ذلك المسخر، وإلا كنا مقصرين في الشكر، ولهذا اعتبر الله عمل آل دود الحضاري شكرا.

قلت: فنحن في عصرنا إذن قد تحققنا بقمة شكر الله، فإنا لم نترك قانونا من قوانين الكون إلا سخرناه.

قال: لا .. الشكر يستدعي معرفة المنعم .. فلا يكفي أن تستعمل النعمة وتغيب عن المنعم بها.

قلت: ألا يدخل في هذا الباب ما ورد في النصوص من أمره a بتناول الطعام الساقط على الأرض وعدم تركه للشيطان، وقوله a:(إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذىً وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه؛ فإنه لا يدري في أي طعامه البركة)[1]،


[1] رواه مسلم.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست